الترجمة في حضارات الشرق القديم “ثقافةُ التواصل بعدة لغات”

رقيم ثنائي اللغة لأمثال من مكتبة آشور بانيبال في نينوى ألف 1 ق.م

للشرق القديم الأسبقيةُ في ابتداع الكتابة منذ الألف الرابع ق.م. وتمثلُ الكتابةُ الوسيلةَ الأساسيةَ لتدوين وحفظ اللغات. ولترجمة النصوص بتعدد لغاتها الدور في نشر الإبداعات الفكرية والثقافية للحضارات، بالإضافة إلى دورها الأساسيّ في التواصل مع مختلف الشعوب بتعدد لغاتهم وأماكن تواجِدِهم. أسبابُ نشأةِ الترجمة في الشرق القديم تشير الدلائل الأثرية إلى مساهمة منطقة الشرق القديم […]

آرامية معلولا اللغةُ المقدسة… خصائصها اللغويّة وأهمية الحفاظ عليها

معلولا

اللغةُ الآراميةُ القديمةُ هي لغةُ الممالكِ الآراميةِ في سوريةَ منذ الألفِ الأول قبل الميلاد، فكانت لغةً دولية وأصبحت لغةَ الكتبِ المقدَّسة والأدبِ والعلم. وإلى اليوم لا تزالُ إحدى اللهَجاتِ الآراميةِ حيّةً على ألسنةِ ورثَتِها من أجدادٍ قطنوا في أراضي دمشقَ، ومنهم أهالي معلولا تلك المدينةِ العامرةِ بمعالمِها الأثريَّةِ من كنائسَ وأديرةٍ وأضرحةٍ. فآرامية معلولا لغةٌ […]

قصور الحير أحد دلائل الغنى الزخرفي في العصر الأموي

قصر الحير الشرقي في البادية في سورية

قصور الحير هي نموذجٌ لعمارةٍ مدنية أموية في البادية، ميزتها تجمُّع عدة أبنية حول قصرٍ ووقوعها ضمن حقولٍ زراعية تجتازها أقنية المياه. تقوم وفق مخطط متشابه ونمط معماري يقوم على سور وفناء داخلي تشرف عليه أروقة ويحيط به غرف في طابق أو طابقين. يأخذ السور الخارجي طابعاً حصيناً، ولم تكن الأبراج بالضرورة لغرضٍ دفاعي بل […]

النحت في الممالك الآرامية نماذجه وخصائصه

جوزانا (تل حلف)

يختلف الفن في كلّ عصرٍ وفي كلّ مملكةٍ ومدينةٍ، ويكونُ هذا الاختلاف تبعاً لطبيعة البيئة المحيطة والظروف المدنية والحالة السياسية التي تنعكس على الأعمال المنفذة. لكن لابدّ من ظهورِ تشابهاتٍ وتأثيراتٍ متبادلة بين فنون المدن عبر العصور، نذكرُ منها فن النحت في زمن نشوء الممالك الآرامية.   ظهر الآراميون منذ النصف الثاني في الألف الثاني […]

المدرسة الصاحبية في حلب “جامع فستق”

المدرسة الصاحبية في حلب

مدرسةٌ ونموذجٌ من نماذج العمارة في العصر المملوكي بحلب القديمة، سُميت بالمدرسة الصاحبية نسبةً لاسم بانيها وعُرفت محلياً باسم جامع فستق حيث كانت مدرسةً وجامعاً. تقع في سويقة علي غرب خان الوزير، أُنشأت من قِبل أحمد بن يعقوب بن الصاحب سنة 765هـ/ 1364م وفقاً للنقش الكتابي أعلى باب مدخلها، حيث ذُكر: “بسم الله الرحمن الرحيم […]

المدرسة الغوثية إحدى مدارس حلب المندثرة

المدرسة الغوثية في حلب

تذخر مدينة حلب القديمة بتعدد مدارسها التعليمية الدينية والتي ترقى معظمها إلى عهد نور الدين زنكي والعهد الأيوبي وما تلاهم من عهود. لكن اندثر عددٌ من هذه المدارس، منها ما يتوضع في محيط قلعة حلب المتميز بتنوع نسيجه العمراني المتعدد الوظائف. فوفقاً لابن الشحنه هنالك مدرسةٌ تعود إلى القرن الثاني عشر ميلادي أسسها أسد الدين […]

البيمارستان النوري مؤسسةٌ صحيةٌ وشاهدٌ علميٌ

حفلت حلب القديمة بتنوع مبانيها التراثية التي لائم طرازها المعماري الوظيفة التي بنيت من أجلها ومنها مبانٍ دُعيت بالبيمارستانات، وهي دارٌ لعلاج المرضى ومدارسٌ لتعليم الطب بتعدد تخصصاته. نذكر منها البيمارستان النوري. كلمة بيمارستان ليست بعربية فهي فارسية الأصل واُختزلت إلى كلمة مارستان، فمن أقدم البيمارستانات بيمارستان جنديسابور في جنوب فارس العائد إلى عام 271م، […]

المدرسة الحلوية في حلب، ما هي إلا كنيسةٌ من كنائس الشرق

المدرسة الحلوية في حلب

من البديهي أن نلحظ في مدينةٍ تناوبت فيها حقباً تاريخية، طرزٌ معمارية متمايزة عن بعضها لكنها تُشكل طابعاً عمرانياً مجتمعاً في مبنى واحد اختلفت وظيفته، والمدرسة الحلوية مثال على ذلك. تقع في حي جب أسد الله مقابل المدخل الغربي للجامع الأموي الكبير في سوق المسمارية (الحدادين) سوق الحلاوين سابقاً. أصل المبنى وتاريخه هي كاتدرائية حلب […]

الجامع الأموي الكبير في حلب… قِبلة المؤمنين ووجهة السائحين

الجامع الأموي في حلب

الجامع الأموي الكبير في حلب أحد أهم معالم حلب القديمة وأكبر جوامعها، فهو مقصدُ الزائرين والمهتمين بتاريخِ بلدٍ أَتقنَ بِناء عمارته. ولسكان حلب ارتباطٌ وثيقٌ به بصلاتهم اليومية وبزيارتهم لمكانٍ يلتمسون فيه البركة من خلال صَدَقَةٍ أو دُعاءٍ وذِكرٍ يُلقى من قبل مكفوفي الجامع. يقع في حي الجلوم في سويقة حاتم، مقابل المدرسة الحلوية (ويذكر […]

مدافن وادي القبور في تدمر، هل هي أبراجٌ أم مقابر؟

وادي القبور في تدمر

تتميز سوريا بتنوع العمارة الجنائزية في العصر الروماني، ولكلّ مدينة خصائص وطرز عمرانية فنية تُكسبها سمة محلية خاصة بها لا سيّما تدمر. تشتهر المدينة بمدافنها وعلى الأخص مدافن وادي القبور. اتخذ مخطط مدينة تدمر شكلاً نصفاً دائرياً توزعت داخله الأوابد الأثرية من معابد و مباني رسمية أُحيطت بالأسوار. أما بالنسبة للمدافن فلقد شُيّدت خارج الأسوار […]