رحى للمدن القديمة

الجامع الأموي الكبير في حلب… قِبلة المؤمنين ووجهة السائحين

الجامع الأموي الكبير في حلب أحد أهم معالم حلب القديمة وأكبر جوامعها، فهو مقصدُ الزائرين والمهتمين بتاريخِ بلدٍ أَتقنَ بِناء عمارته. ولسكان حلب ارتباطٌ وثيقٌ به بصلاتهم اليومية وبزيارتهم لمكانٍ يلتمسون فيه البركة من خلال صَدَقَةٍ أو دُعاءٍ وذِكرٍ يُلقى من قبل مكفوفي الجامع.

يقع في حي الجلوم في سويقة حاتم، مقابل المدرسة الحلوية (ويذكر الباحثون بأن موضع الجامع كان بستاناً لكاتدرائية حلب العظمى). والتي تقع غربي الجامع الاموي. يعود تاريخ بنائه إلى العصر الأموي زمن سليمان بن عبد الملك عام 714- 717 م.

يُعرف من قبل السكان المحليين باسم الجامع الكبير أو بجامع النبي زكريا أو الجامع الأموي.

المدخل الرئيس للجامع الأموي في حلب
المدخل الشمالي

مخطط بناء الجامع الأموي الكبير

قائمٌ على مخططٍ مستطيل (105 × 78م) وفق التصميم العام للمساجد الأموية، ويُعتقد بأنه بُني على نمط الجامع الأموي في دمشق، حيث يشملُ قبليةً مستطيلةً في الجهة الجنوبية، وفناءً مستطيلاً محاطاً بثلاثة أروقة تمتد من الشرق إلى الغرب. تمّ إكسائه بزخارف رخامية وخشبية متباينة الأشكال في الأبواب والنوافذ.

تعرض الجامع الأموي للحريق أكثر من مرة منها في زمن نقفور فوكاس وزمن تيمورلنك، الأمر الذي أدى إلى تشويه هذا الجامع وفقدان سقفه الجملوني لا سيّما للحرم القبلي ومن بعده الرواق، وقد أعيد ترميمه فاستبدل بقبوٍ متقاطع وذلك في بداية العصر المملوكي.

الجامع الأموي في حلب

القبلية

مستطيلة الشكل واسعة مسقوفة بأقبية متقاطعة، وتقسمها الأعمدة إلى ثلاثة أروقة تمتد من الشرق إلى الغرب. تميزت بالمنبر الخشبي المصنوع من خشب البلوط والأبنوس المحفور العائد إلى العصر المملوكي (زمن الملك محمد بن قلاوون) وفقاً للنقش الكتابي المحفور، يتكون المنبر من باب بدرفتين نقشت عليه آيات قرآنية وزخرف أعلاه بالمقرنصات. جانبي المنبر عبارة عن زخرفة خشبية على شكل خيط عربي نجمية مرصّعة بالعاج والصدف والفضة والنحاس. وسُقِفَ مقعد الخطيب بقبة مزخرفة.

يلي المنبر في وسط جدار القبلية المحراب الكبير المصنّع من الحجارة المصقولة الصفراء (من بعادين). في شرقه حجرة تضم تابوت خشبي مغطى بالمخمل المزركش بالقصب الفضي عليه آيات قرآنية، كسيت الحجرة ببلاطات من الخزف الملون (القاشاني) وهي مغلقة بقضبانٍ من النحاس سميت بمزار سيدنا زكريا لذلك عرف بجامع سيدنا زكريا.

والواجهة الخارجية للقبلية مزخرفة وتتألف من خمسة عشر قوسًا مدببًا، القوس الأوسط هو مدخل القبلية الأساسي المُزينة بالأحجار الرخامية المتداخلة باللونين الأبيض والأسود تعلوها الصنج المزررة الملونة ونصٌ يؤرخ تعديلها عام 1630م.

قبلية الجامع
مدخل القبلية
المدخل الرئيس للجامع الأموي في حلب
المنبر

الفناء

فرشت أرضيته عام 1632م بالرخام الأبيض والأسود والأصفر بأشكالٍ متشابكة هندسية. يضمّ قبة الوضوء (من آثار الفترة الحمدانية) وهي قبةٌ قائمةٌ على أعمدة تحوي جرناً رخامياً، بالإضافة إلى المزولة الشمسية (من آثار الفترة العثمانية عام 1882م) وهي عبارة عن قرص رخامي مغطى بقبة من النحاس ترتكز على عمود حجري في صحن الجامع لمعرفة وقت دخول الصلاة والحسابات الفلكية.

الصحن
قبة الوضوء

مئذنة الجامع الأموي الكبير

بُدء ببناء المئذنة في عام 1089م، وتقع في الزاوية الشمالية الغربية في عهد السلطان ملك شاه بن السلطان ألب أرسلان، كانت ذات شكلٍ مربع على أساسات حجرية يبلغ ارتفاعها أكثر من 30م، تميزت بغنى زخارفها من أشرطة كتابية كفاصل بين مستوياتها جاء فيها اسم المهندس وأقواس مفصصة مصمتة ومقرنصات وسَقفٍ مع مظلة خشبية تعلوها قبة صغيرة وهلال.

المئذنة
المئذنة

للجامع أربعة مداخل من كافة الجهات على شكل بوابات، البوابة الشمالية هي الرئيسية. وله الكثير من الأوقاف التي تشمل أراضٍ ودوراً ودكاكين، فجميع الأسواق المحيطة به وقفٌ عليه.

 

المراجع