رحى للمدن القديمة

مملكة يمحاض وعاصمتها حلب “إحدى ممالك الشرق القديم”

في منطقة الشرق العربي القديم في الألف الثاني ق.م كان هناك عدة ممالك لكلٍّ منها نفوذٌ واسع، ومن أهم ممالك سورية الشمالية في تلك الفترة مملكة يمحاض وعاصمتها حلب.

حدود مملكة يمحاض

تمتد حدودها من مملكة كركميش (جرابلس حالياً) شمالاً وإلى مملكة قطنة (مشرفة اليوم) قرب حمص جنوباً، ومن مملكة إيمار (مسكنة اليوم) على الفرات شرقاً وحتى البحر المتوسط غرباً. تقع في أعالي نهر الفرات في شمال سورية وهي على مسافة قريبة من آلالاخ (تل العطشانة).

حدود مملكة يمحاض
حدود مملكة يمحاض

أهمية موقع مملكة يمحاض

تطورت المملكة بسبب موقعها الجغرافي الذي أهَّلها للسيطرة على الطريق التجاري، الذي يربط بلاد ما بين النهرين بسوريا والأناضول وبلاد اليونان والساحل السوري ومصر.

هذا الممر الذي كانت تستورد بلاد ما بين النهرين عن طريقه النبيذ اليمحاضي من عنب سهلها الزراعي الخصيب والألبسة المصنوعة من الكتان والأخشاب من إبلا وجبال جبيل (لبنان) والفضة من جبال الأمانوس وغيرها من المواد الخام. كذلك كانت تستورد النحاس من قبرص عن طريق رأس شمرا وإبلا التابعتان لمملكة يمحاض.

تشير النصوص الاقتصادية إلى أن مستودعاتها كانت مليئة بالبضائع المختلفة التي يُعاد تصديرها إلى بحر إيجه وآسيا الصغرى. فعليه تمتعت المملكة بأهمية تجارية وعسكرية على حد سواء.

تنافست القوى القائمة في الشرق القديم والمتمثلة بالدولة الحثية والدولة الميتانية والدولة الحورية والدولة المصرية والدولة الآشورية على المملكة. أثر هذا الصراع على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والحضارية لمملكة يمحاض. إلى أن استولى عليها الحثيين (القادمون من الشمال من جبال الأناضول) عام 1350 ق.م من قِبل شوبيلوليوما.

طبعة ختم اسطواني من آلالاخ
طبعة ختم اسطواني من آلالاخ يظهر فيها أحد ملوك يمحاض

حلب … مركز ديني للمملكة

تميزت يمحاض بمكانة دينية هامة، إذ أنها كانت مركز عبادة الإله حدد الذي تقدم له الأضاحي والقرابين ويُحتفل بشعائره في معبده في قلعة حلب. كذلك عُبدت الإلهة خيبات (قرينة إله الطقس) وانتشرت عبادتها في شمالي سورية بالإضافة إلى عبادة عشتار المعروفة في كل أنحاء الشرق.

معبد حدد في قلعة حلب عاصمة مملكة يمحاض
معبد حدد في قلعة حلب

معلوماتنا عن يمحاض لا تزال مقتصرة على المصادر الكتابية ونصوص الممالك السورية المعاصرة لها كنصوص ماري ونصوص آلالاخ، بينما تغيب محفوظات حلب (لتعذر الكشف عنها)، التي ستشكل لو تم التنقيب عنها منعطفاً وأهمية بالغة في معرفة تاريخ مملكة يمحاض.

المراجع

  • أحمد ارحيم هبو، تاريخ سورية القديم.
  • شوقي شعث، حلب تاريخها ومعالمها التاريخية.