رحى للمدن القديمة

قلعة جعبر “معشوقة الفرات”

تنتصب قلعة جعبر شامخة وسط بحيرة الأسد، وكأنها بحوار حضاري مستدام مع نهر الفرات الخالد، والتي أصبحت بحكم موقعها الرائع مقصداً سياحياً هاماً.

تتميز بموقع استراتيجي هام، إذ تشكل مع رحبة مالك بن طوق ومسكنة (بالس) وقلعة نجم وقلعة يوسف باشا سلسلة من الحصون والتي شكّلت خطاً دفاعياً هاماً عن سورية ضد أطماع الغزاة من البيزنطيين والفرنجة والمغول.

تاريخ قلعة جعبر

تُنسب القلعة إلى جعبر بن سالم القشيري، ذكرها العديد من المؤرخين أمثال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بقوله:

/ قلعة جعبـر على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين، وكانت قديماً تُسمى دوسر فمَلكها رجل من بني قشير أعمى يُقال له جعبر بن مالك، وكان يخيف السبيل ويلجئ إليها، أخذها السلطان جلال الدين ملك شاه بن أرسلان ونفى عنها بني قشير…./.

كما استولى عليها نور الدين محمود زنكي والأيوبيون ومن بعدهم المماليك، وفي العام 735هجرية-1168م./ قام سيف الدين تنكز بإعادة بناء القلعة وترميمها بأمر من السلطان قلاوون بعد أن خربها هولاكو سنة/ 1260/ م.

قلعة جعبر
داخل القلعة
قلعة جعبر على نهر الفرات
جزء من أبراج القلعة

الأجزاء المعمارية في القلعة

تأخذ القلعة شكلاً بيضوياً، حيث أُقيمت فوق نشز صخري مرتفع عند مضيق صخري يمر منه نهر الفرات، الأمر الذي ساعد على أن تكون مشرفة على الضفة المقابلة لها.

يدخل إلى القلعة عبر نفق حُفر بالصخر، وتتكون منشآتها المعمارية من مجموعات سكنية ومرافق عامة وجامع تعلوه مئذنة اسطوانية فريدة في تصميمها لا يشابهها سوى مئذنة الجامع الكبير في الرقة، إلا أن مئذنة قلعة جعبر أكبر من مئذنة جامع الرقة الكبير، حيث يبلغ ارتفاعها /27/ متراً وقطرها خمسة أمتار ونيف، وقد بُنيت معظم منشآت القلعة بالطوب المجفف نظراً لافتقار المنطقة للحجر.

كما تبلغ مساحتها بحدود /43/دونم.

وتحتوي القلعة على سور خارجي ضخم وسور داخلي يبعد عنه عدة أمتار الأمر الذي شكل فراغاً اُستخدم كممر، ويبلغ عدد الأبراج /35/برجاً واتخذت هذه الأبراج عدة أشكال ما بين المربع والمسدس ونصف دائري والغاية من هذه التحصينات للدفاع عن القلعة وحمايتها.

سور قلعة جعبر
سور القلعة
المئذنة في قلعة جعبر
جزء من المئذنة

وختاماً فإن قلعة جعبر صفحة مشرقة من صفحات تاريخ سورية، وقصيدة فخر بغردها نهر الفرات الخالد.

إعداد: أ. أحمد الغريب

المرجع: مكتبة رحى للمدن القديمة