رحى للمدن القديمة

فضاءات فخري البارودي

فضاءات شيخ الشباب مابين السياسة والفن (فخري البارودي) الزعيم السوري الأكثر شعبية، الحاضر في حياة السوريين مهما اختلفت الأزمان.

رفع بندقيته في وجه المحتل، وناضل بقلمه دفاعاً عن القومية العربية. من ظرفاء دمشق ومن أهم مؤسسي الجمهورية العربية السورية.

 

 الزعيم فخري البارودي

 

هو فخري بن محمود بن محمد حسن بن محمد الظاهر المُلفب بالبارودي، من أهم شخصيات التاريخ السوري المعاصر.

ولد عام 1887م في حي القنوات في كنف عائلة ارستقراطية أحاطته بالدلال والترف.

تلقى تعليمه في المدرسة العازارية، ثم المدرسة الريحانية في بداية رحلته المدرسية وانتهت في ثانوية مكتب عنبر حيث نال شهادته عام 1908م، العام الذي بدأت فيه رحلة نضاله وانخراطه في المجال السياسي.

قرر البارودي التوجه إلى فرنسا لدراسة الهندسة الزراعية، استناداً إلى ملكية عائلته لاراضي واسعة في مدينة دوما، لكن رؤيته تعارضت مع رؤية والده الذي رفض مساعدته مادياً فعاد إلى مدينة دمشق.

 

 

الزعيم فخري البارودي
                                        الزعيم فخري البارودي

فضاءات البارودي السياسية

 

تصدَّر العمل العسكري حياة «البارودي» فانضمَّ إلى «الجمعية العربية الفتاة»، وشارَك في الحرْب العالَمية الأُولى (١٩١٤–١٩١٨م) معَ الجيش العثماني، وأُسِر في معركة «بئر السبع» عام ١٩١٧م، ثمّ اشترك في الثَّوْرة العربية الكُبرى، وشارك في الانتفاضة الشعبية عام ١٩٤٥م.

وقَد استغَلَّ «البارودي» حُضورَه الشَّعبي فانضَم إلى «حزب الكتلة الوطنية» في دمشق، وعرف كيف يستغل الشارع فسخَّره لصالِح الحركة الوطَنية، وبإشارةٍ منه كانت تُغلق الحَوانِيت والمَتاجر والمَدارس ويُعلن الإضْراب.

انتخبه الشَّعب نائباً عن دمشق في الجمعية التأسيسية عام ١٩٢٨م، ونائبًا لدورات (١٩٣٣، ١٩٣٦، ١٩٤٣، ١٩٤٧).

شارك فخري البارودي في تشيع جنازة الزعيم إبراهيم هنانو عام 1936 التي تحولت إلى مظاهرة شعبية ضد الاحتلال الفرنسي.

اعتبرت فرنسا أن الزعيم فخري هو المحرض الأول ضد الانتداب فأصدرت أمراً باعتقاله وكان هذا الاعتقال الشعرة التي قسمت ظهر البعير فقد أدى ذلك إلى قيام اضطراب ستيني شمل طول البلاد وعرضها بقيادة الكتلة الوطنية.

 

 

 

فضاءات الزعيم الباوردي العملية

 

1934 أسس أول مركز دارسات وأبحاث عرف باسم مكتب البارودي للدعاية والنشر، غرفة خاصة للحفاظ على الخرائط السورية قبل وبعد تقسيم الحدود، وغرفة لحفظ أوراق ملكية الأراضي الفلسطينية.

ارتبط اسم البارودي بمشروع الفرنك القائم  الذي يقضي بجباية فرنك سوري واحد من كل مواطن سوري شهرياً يتم تخصصيه لمشروع نفع عام (كترميم جسر، تزفيت الطرق).

شجع الصناعة الوطنية كما طالب الشعب بسُلوك مبدأ «الاقتصاد المُغلق» أو الميثاق الأقتصادي القائم على عدم استيراد ماهو موجود في الأسواق الخارجية.

في مطلع الثلاثينات أسس البارودي تنظيم «القمصان الحديدية» بهدف حماية أهالي دمشق من جنود السنغال التابعين لجيش الشرق الفرنسي.

 

القمصان الحديدية
                                                                  القمصان الحديدية   

 

فضاءات الزعيم البارودي الفنية:

 

اعتزل الزعيم فخري البارودي العمل السياسي وتفرغ لدعم الحركة الفنية في سورية، عبر مساهمته في تأسيس إذاعة دمشق ونادي الموسيقى الشرقي.

كان راعياً وحاضناً للعديد من الفنانين الكبار أمثال: نهاد قلعي، سعد الدين بقدونس، وصباح أبو قوس الذي عُرف لاحقاً باسم الفخري تيمناً باسم الزعيم فخري الذي دعمه حتى أصبح من أبرز الشخصيات الفنية في الوطن العربي.

وقد فتن البارودي برقص السماح والموشحات، فنقل هذا الفن من حلب إلى دمشق، ودعا عمر البطش لِيعلم طالبات مدرسة دوحة الأديب رقص السماح وفعلاً قد أسس الأخير فرقة من طالبات المدرسة.

تقلد في حياته العديد  من الاوسمة منها الوسام الحديدي العثماني، وتلاه وسام النهضة العربية الذي منحه إياه الملك فيصل.

تلاه وسام الاستحقاق السوري، ثم وسام الاستحقاق اللبناني.

وله العديد من المؤلفات الكتابية أهمها:

(تاريخ يتكلم، قلب يتكلم)،

كم دونّ مذكراته في كتاب (ستون سنة تتكلم)

رحل شيخ الشباب من عالمنا عن عمر ناهز 79عام (1966) م، تاركاً أثراً طيباً في نفوس السوريين والعالم العربي، ليكون من أهم الشخصيات التي دافعت وآمنت بالقضية العربية.

 

المصادر

 

  1. العطري، عبد الغني: عبقريات شامية.
  2. البارودي،فخري: مذكرات (الجزء الأول).

مقالات

  1. أقبيق، عزة: فخري البارودي شخصية وطنية ثائرة ودعابة حاضرة.