رحى للمدن القديمة

طريق البخور (أحد طرق التجارة العالمية)

تعددت طرق التجارة العالمية على مر العصور ولعبت دوراً هاماً في الحياة الاقتصادية لمعظم حضارات الشرق القديم، وطريق البخور واحداً من هذه الطرق الذي ساهم بنقل البخور والمواد خفيفة الوزن و غالية الثمن كالذهب والفضة الأحجار الكريمة والتوابل، كان الطلب العالمي على هذه المواد  قديماً سبباً هاماً لازدهار التجارة بين البلاد العربية الجنوبية وسائر مناطق العالم ومنها بلاد الشام.

طريق البخور

سبب التسمية

سمي طريق البخور لأن مادة البخور المادة الأساسية التي تحملها القوافل التجارية من جنوبي شبه الجزيرة العربية إلى أسواق مصر والشام لتنطلق بعد ذلك إلى بلاد اليونان والرومان. وسبب الطلب الكبير لهذه المادة في الحضارات القديمة لأنها كانت تشكل جزءاً أساسياً  من الطقوس والشعائر والاحتفالات الدينية لاعتقادهم بأن حرق البخور سيقربهم  من الآلهة ، وليس ذلك فحسب فقد كان وسيلة  لممارسة طقوس السحر والشعوذة.

محور طريق البخور

كانت قوافل البخور تتبع عدة طرق منها رئيسية وأخرى فرعية ففي تمنع عاصمة مملكة قتبان كانت تتجمع أحمال البخور ومنها يمر الطريق الرئيسي الذي يتجه نحو الشمال لسبأ ثم إلى مكة ويستمر شمالاً إلى ديدان (العلا) فالبتراء، ومن ثم يتفرع إلى فرعين أحدها يتجه نحو تدمر في الشمال والثاني يتجه نحو غزة الواقعة على ساحل البحر المتوسط.

في عهد الامبراطور تراجان كان هنالك فرع ثالث للطريق يصل بين العقبة (أيلة) وتدمر و لقي هذا الطريق عناية مستمرة من جانبي الأباطرة الرومان بأنهم أقاموا مراكز للحراسة ثم أقاموا عدداً آخر من تلك المراكز على امتداد الطريق الرئيسي جنوباً .

عندما  تصل  القوافل التجارية إلى بلاد الشام تقصد المراكز الحضارية المهمة مثل ماري ، إيبلا، توتول،  دمشق ، تدمر و دورا أوروبوس …

استمرت تجارة البخور فترة طويلة من الزمن حتى حاول اليونان البطالمة في مصر والسلوقيين في سورية ومن بعدهم الرومان وقبلهم الفرس السيطرة على تلك التجارة وطريقها للتحكم بها .طريق البخور

هذا الطريق الذي تميز بتفرعه للعديد من المدن لم يكن لنقل البخور وغيره من المواد فقط، بل كان له دور في تطور الحضارة الإنسانية من جوانبها المختلفة في الفن والفكر والعمارة.

 

 

المراجع :

  • العاني، محمد. أصالة المدينة كوحدة جغرافية وتخطيطية.
  • الجوابرة، وفاء. البخور،موسوعة الآثار في سورية، ج3، ط1، 2017م.
  • شعت، شوقي.طريق البخور و الحرير، مجلة الحوليات الأثرية السورية، ،م 42.
  • القهيدان، تركي بن إبراهيم.الحجر عاصمة الآثار في جزيرة العرب، مجلة الفيصل، العدد343، 2005م.