رحى للمدن القديمة

المدرسة الشاذبختية وأول محراب رخامي في حلب

المدرسة الشاذبختية إحدى المدارس التاريخية والأثرية المهمة في مدينة حلب، وتعتبر هذه من أقدم المدارس في المدينة، ولها تاريخ عريق، ولعل انفرادها بعناصر معمارية هامة ميزتها عما سواها من المدارس الاثرية

الوصف التاريخي:

تعتبر هذه المدرسة من أقدم المدارس الأثرية في حلب، ولها تاريخ عريق، ولعل انفرادها بعناصر معمارية هامة ميزتها عما سواها من المدارس الاثرية.

الوصف المعماري:

بعد الولوج من باب أنطاكية الأثري وفي سقف البهو علقت كرة حديدية مرتبطة بسلاسل فولاذية وهي منسوبة إلى الشيخ الجهادي (معروف بن جمر) الذي كان يقاوم الصليبيين، وهو دفين المدرسة الشاذبختية، وبعد عبور عدد من الأسواق المستقيمة وفي وسط سوق الزرب قبل الوصول إلى قلعة حلب نصل إلى المدرسة الشاذبختية.

الكرة الحديدية في سقف باب أنطاكية
الكرة الحديدية في سقف باب أنطاكية

 

تتميز باحتوائها على واجهتان خارجيتان، فالأولى تضم مدخلها، والثانية تضم قبر معروف، ولها من الداخل ثلاث واجهات تمايزت فيها العمارة الأيوبية والتي توشحت بسمات الجمال الأخاذ.</p>

بني باب المدرسة على شكل نصف كرة وله مقرنصات غاية في الروعة، وفي الداخل غرفة مربعة، ومن الجهة الجنوبية تقع القبلية ولها قبة وتضم محرابا رخاميا جميلا يعتبر أول محراب رخامي بحلب، له على طرفيه عمودان رخاميان متوجان بتيجان جميلة

مساحة المدرسة صغيرة نسبيا قياسا بباقي المدارس في حلب، ولها مدخل منحرف ليسمح بوضع الإيوان قبالة القبلية، وهو مكون من بوابة أمامية مقرنصة ودهليز وأقبي سقفه بشكل متطاول حجري ومربع القبلية ونصف قبة للمدخل وقبة حجرية نصف كروية للمدفن، ويذكر ان كمال الدين ابن العديم مؤرخ حلب في العهد الأيوبي كان يدرس بها وقد توفي سنة/1261م./لذلك كانت تسمى هذه المدرسة بالمدرسة العديمية نسبة لابن العديم.

أول محرب رخامي في مدينة حلب
أول محرب رخامي في مدينة حلب

النقوش الكتابية الموجودة في المدرسة:

وله في اعلاه لوحة كتابية نقش عليها بالخط النسخي الأيوبي (عمل أبي الرجاء وأبي عبد الله ابني يحيى رحمها الله)، وهما نفس الأخوة الذي نقش اسمهما على محراب مشهد الحسين، وبني على نمط هذا المحراب العديد من المحاريب لعل أهمها محراب مدرسة الفردوس وجامع البهرمية وغيرهم.

التاجر الرخامي للمحراب
التاج الرخامي للمحراب

 

-ولمدخلها في أعلاه نص كتابي مؤلف من أربعة أسطر ونصه:

(بسم الله الرحمن الرحيم وقف هذه المدرسة على أصحاب الإمام الأعظم سراج الأمة (أبي حنيفة) رضي الله عنه في أيام الملك الظاهر غازي بن يوسف عز نصره العبد الفقير إلى رحمة ربه شاذبخت عتيق الملك العادل محمود بن زنكي في سنة تسع وثمانين وخمسمائة)

ونفس هذه الكتابة موجودة على نجفة نافذة المدفن المطلة على السوق، والتي كما ذكرنا تضم قبر الشيخ معروف بن جمر.

كما يوجد قرص دائري أسفل هذه الكتابة نقش عليها بالخط النسخي اسم مهندسها (قاسم بن سعيد).

كما من الجدير قوله بأن لبابها سقاطة جميلة محفوظة في المتحف الوطني بدمشق.

السقاطة على الباب الخارجي
السقاطة على الباب الخارجي

 

ولاتزال هذه المدرسة قائمة في وسط سوق الزرب تحدّث زوارها بتاريخها المجيد.

 

  • المرجع مكتبة رحى للمدن القديمة