رحى للمدن القديمة

الأساطير … فضاءات الخيال

تعتبر الأساطير حكايات شعبية قديمة نسجها خيال الإنسان القديم، وبالتالي هي نتاج مخيلة الإنسان عبر العصور لتفسير جملة من الظواهر والخوارق وكيفية رؤيته وتفسيره للغيبيّات.

والأسطورة هي ضرب من الخيال ولا وجود لها على أرض الواقع، وهي مجموعة من الحكايات التقليدية التي تمّ تناقلها عبر الأجيال، وتتحدث عادة عن أحداث خارقة لا يمكن أن يتقبلها العقل والواقع، وتعكس الأساطير ثقافة ومعتقدات الشعوب قديماً، بحيث تُظهر تصورها لتفسير الغيبيّات والماورائيات وأسباب حدوث الظواهر الطبيعية كأسطورة الخلق والطوفان والخلود (جلجامش) والمطر والرعد والزلازل … وغيرها.

وغالباً مايكون بطل الأسطورة هو الإله أو إنسان يملك قوىً خارقة لا يملكها غيره.

هرقل

 

وتنوعت الأساطير وأسلوب سردها بحسب العصر التاريخي الذي تنتمي له.

ففي العصر البابلي اشتهرت عدة أساطير كان أبطالها الإله شماش ونيسابا ومردوخ ونيرجال، أما في العهد السومري فكان أدد وإرا وأشنان والانوناكي وأوتو… وغيرهم.

وفي العهد الحثي كان حدد وشمش وسين …، أما في العهد اليوناني فكان زيوس وهيرا وميدوسا واثينا (آلهة الحكمة) وأرتميس وأفروديت (آلهة الحب والجمال) وديونيسيوس (إله الخمر).

أما في العهد الروماني فقد اشتهر عدد من الآلهة لعلّ أشهرهم (فينوس-جوبيتير-مارس-ديانا-باخوس…)

الأساطيربوسيدون

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولم تخلو الحضارة العربية من هذا النسج الخيالي الأسطوري، فقد اشتهر العديد من هذه القصص الخيالية لعلّ الأكثر تنوعاً منها قصة علاء الدين والمصباح السحري وأسطورة علي بابا والأربعين حرامي والسندباد البحري وأسطورة طائر الرّخ والعنقاء وغيرها.

وتشهد متاحف سورية الكثير من هذه القصص الأسطورية التي مرّ ذكرها، إما على أرضيات من الفسيفساء أو تماثيل أو أنصاب..  وغير ذلك.

وقد سميت العديد من المدن بأسماء أبطال القصص الأسطورية (بانياس-قدموس-صور وغيرها)، كما أن القارة العجوز أوربا أخذت اسمها من الأميرة الفينيقية ابنة أجينور ملك صور والتي اختطفها زيوس بعد أن تنكر لها على هيئة ثور.

كما تم اكتشاف العديد من الكنوز الأثرية والتي غلب عليها الطابع الأسطوري كفسيفساء هيراكليس (إله القوة) ورومولوس وروموس (باني مدينة روما) والمعروضتين في متحف معرة النعمان، والأساطير الأخرى في فسيفساء متحف أفاميا ودمشق وتدمر وشهبا….

ولا يزال العديد من هذا الموروث الثقافي حاضراً في تراثنا والذي يمثل البعد الزماني في أعماق التاريخ للإنسان السوري العظيم…..)

 

إعداد: أ. أحمد الغريب

المرجع: مكتبة رحى للمدن القديمة