من أهم العناصر الدفاعية في العمارة العسكرية، وتعرف مرامي السهام باسم المزاغل جمع مزغل، ويقصد به في المصطلح الأثري المعماري الفتحة الضيقة في سور المدينة او القلعة أو الحصن أو البرج أو بوابات المدن والقصور، وتستخدم هذه الفتحة لأطلاق الأسهم والرماح وغيرها من المقذوفات على المهاجمين.
المزاغل بين العمارة العسكرية والدينية
تستخدم المزاغل أيضاً في نفس الوقت للإضاءة والتهوية، واستخدمت في بدن بعض المآذن لكن بشكل مائل لتنير المئذنة من الداخل وتحجب الرؤية بين داخل المئذنة والبيوت المجاورة لها وذلك بهدف المحافظة على خصوصية البيوت المجاورة للجوامع.


دائماً ما كان المعمار المسلم يجعل هذه المزاغل ضيقة من الخارج ومتسعة من الداخل ليتمكن المدافعون من أداء عملهم والرماية بشكل مريح دون إعاقة ودون أن تعطي الفرصة للمهاجمين أن يصوبوا أسلحتهم إلى المدافعين من خلفها، ويتراوح ارتفاعها بين 50-200 سم.


بداية ظهور المزاغل وتطورها
أقدم نموذج عن استخدام مرامي السهام أشار إليها كريزويل في حصن ساساني قديم على نهر بلخ يسمى شاهلبورج، كان عبارة عن بناء شبه معزول يشرف على الطريق المؤدي إلى مجرى الغدير.
انتقلت المزاغل من العمارة الساسانية إلى العمارتين الرومانية والبيزنطية ثم إلى العمارة الإسلامية، ففي العصر الأموي حوت بعض القصور على مزاغل كقصر حرانة وفي العصر العباسي قصر الأخيضر.




مرامي السهام في أسوار المدن والقلاع الإسلامية
يكاد لا يخلو باب أو سور مدينة من المدن الإسلامية من المزاغل التي لها دوراً كبيراً في صد الهجمات على المدن، وما زالت آثارها موجودة حتى الان في أبواب مدينة حلب القديمة الباقية كـ باب أنطاكية وباب قنسرين وباب الحديد وغيرهم، وكذلك في أبواب مدينة دمشق كباب توما.


وأيضاً تعد المزاغل من العناصر الدفاعية الأساسية في أبواب وأبراج وبدنات الحصون والقلاع كما في قلعة دمشق وقلعة حلب، ونلاحظ في قلعة حلب تطور في أشكال المزاغل مع اختلاف العصور، فكانت في العهد الأيوبي عبارة عن فتحات مستطيلة ضيقة.


ثم أصبحت في العهد المملوكي تزود بفتحات أوسع مع المحافظة على شكلها السابق كما في البرج المتقدم الجنوبي، وفي العهد العثماني أصبحت فتحات مرامي السهام أوسع من السابق بسبب دخول سلاح المدفعية ضمن أسلحة الجيش.


إلا أن ظهور سلاح المدفعية كان سبباً رئيسياً في تراجع أهمية العناصر الدفاعية في العمارة العسكرية بشكل عام،و كثير من القلاع والحصون فقدت أهميتها التي كانت تتمتع بها.
المراجع
- معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، عاصم رزق.
- التحصينات الحربية، مرفت عثمان.
- قلعة حلب، شوقي شعث.
- حلب تاريخها ومعالمها التاريخية، شوقي شعث.
- أنماط التحصينات الدفاعية للقلاع الإسلامية في سورية، خلود حاج يوسف.