(الكل لجلال الله) بهذه العبارة ختمت أعمال البناء لقصر ابن وردان، وقد نقشت فوق المدخل الرئيسي والذي يحدد العام /564م./.
تلوح أطلاله من بعيد مكللاً بعبق المجد والحضارة، وتحدثك حجارته بقصص وحكايات لطالما كانت جزءاً من الموروث التاريخي لهذا القصر، لعل أهم ما في هذه القصص هو انبعاث رائحة عطر الورد من حجارته وقت المطر، وذلك كما يُروى لأنه بُني من الطين ونباتات عطرية.
موقع قصر ابن وردان وأقسامه المعمارية
يقع قصر ابن وردان إلى الشمال الشرقي من مدينة حماه ب/60كم/. ويتبع إدارياً لناحية الحمراء، وهو مجموعة عمرانية وندرة فنية، حيث اجتمعت في هذا الموقع الصفات العمرانية العسكرية والدينية والمدنية.
فهو كنيسة وثكنة وقصر، ويعود تاريخ هذه الشريحة العمرانية للعهد البيزنطي وتحديدا لفترة الإمبراطور / جوستنيان/، يتميز قصر ابن وردان بإسلوب معماري جعله تحفة نادرة، وعلامة فارقة في تاريخ العمارة، حيث يعتبر من أوائل المباني التي استخدم فيها نظام الأبلق (تناوب الحجر الاسود والأبيض)، كما إنه الحد الفاصل بتاريخ العمارة بين العهد البيزنطي والعهد الإسلامي.




تتكون المجموعة العمرانية من:
القصر: ويعتبر القصر أوسع هذه الأبنية ، ويتألف من طابقين ومن باحة في الوسط وتحيط بها الغرف من الجهات الاربع، ويقع المدخل الرئيسي له في الواجهة الجنوبية، ويتربع على مساحة وقدرها/2000مترا مربعا/ وأقبيت السقوف بأقبية متقاطعة وللنوافذ أقواس مدببة الشكل وهذا يجعله ينفرد بقدم معماري هام، كما فرشت أرضيات الغرف بحجارة كلسية وبعض الغرف بالفسيفساء بحجارة ملونة.
أما الكنيسة فهي ذات شكل مستطيل يتوسطها جناحان ولها قبة لايزال جزءا منها واضحا للعيان، وزينت بعض جدرانها بالفسيفساء.
أما الثكنة فتعد أقدم بناء في المجمع، وتقع جنوب شرقي القصر والكنيسة وقد خربت معظم أقسامها، وتحتوي الثكنة على باحة داخلية مكشوفة ومجموعة عمرانية بطابقين وأقواس عريضة وعقود، ونظرا لتميز أقواس هذه المجموعة العمرانية وتفردها المعماري دعي دير الأقواس.
وقد تنوعت عناصر البناء لقصر ابن وردان حيث استخدم الحجر الكلسي والبازلتي والقرميد، بتناوب معماري جميل.




فإلى هذا القصر تُشدّ الرِحال لأنه جدير بالزيارة والتأمل وليس من سمع كمن رأى.
إعداد: أ. أحمد الغريب
المرجع: مكتبة رحى للمدن القديمة