يبدأ عيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال الذي يفطر فيه المسلمون محتفلين بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان. وهو أحد عيدي المسلمين والعيد الآخر هو عيد الأضحى أحد أيام الحج في العاشر من شهر ذي الحجة. احتفل المسلمون بأول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان في تلك السنة، وفي آخر أيام رمضان يبدأ التحضير لحلويات العيد من معمول وكرابيج وكعك والناطف …الخ، وتنظيف البيوت استعداداً لاستقبال العيد. وهي من عادات عيد الفطر في حلب.


ومع رؤية هلال شهر شوال ينتهي شهر رمضان المبارك ويبدأ عيد الفطر والذي يعرف بالعيد الصغير الذي يستمر لثلاثة أيام، وعند رؤية الهلال تعلن مدافع القلعة عن بدأ العيد وغالباً ما كان يتم رؤية الهلال من قِبل أحد سكان الأرياف الذي يأتي إلى المحكمة ويقوم بأداء القسم، وبعدها يحصل على مكافأة غالباً ما تكون ثوب من القماش. وكان يعرف اليوم الذي يسبق العيدين الصغير والكبير باسم وقفة العيد.
عادات وطقوس عيد الفطر في مدينة حلب
في صباح أول يوم من أيام العيد يؤدي المسلمون صلاة العيد وبعدها يتوجهون لزيارة القبور وغالباً ما يضعون زهرة الآس على شواهد القبور.
والبعض من ميسوري الحال يقومون بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء.


وعادة ما تكون وجبة الطعام في أول أيام العيد من الأطعمة التي تشتهر بها مدينة حلب ك أحد أنواع الكبب أو السفرجلية أو السماقية، والبعض يحضر وجبة من اللبن (أكلة بيضا) كاللبنية.


الإحتفالات وتبادل الزيارات
كان خلال أيام العيد تبقى جميع المحلات والأسواق مغلقة وتعطل جميع المهن، ويوضع عند بوابات المدينة ألعاب للأطفال كالقلابات والمراجيح، والخيول، وتقام أسواق مؤقتة من دكاكين خشبية لبيع الخضار والفواكه في أيام العيد. وتقام الاحتفالات في الساحات العامة.




وخلال أيام العيد يتبادل الأقارب الزيارات ويتم تقديم محلي العيد والضيافة، وبالنسبة لبيوت الأغاوات تبقى مفتوحة طيلة أيام العيد، ويقدمون هداية إلى أتباعهم ويوزعون أموالاً على الفقراء، ويفرح الأطفال بقدوم العيد ويرتدون الملابس الجديدة ويأخذون العيدية (مبلغ من المال) من رب المنزل.


وبعد عيد الفطر بحوالي الشهرين يأتي عيد آخر هو عيد الأضحى المبارك والذي يعرف بالعيد الكبير، وفي الأعياد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففيه تتقارب القلوب على المحبة، ويجتمع الناس ويتصافون، ويعم الفرح والسرور عند الجميع.
المرجع
- تاريخ حلب الطبيعي في القرن الثامن عشر، ألكسندر وباتريك راسل، ترجمة خالد الجبيلي