رحى للمدن القديمة

المدرسة الغوثية إحدى مدارس حلب المندثرة

تذخر مدينة حلب القديمة بتعدد مدارسها التعليمية الدينية والتي ترقى معظمها إلى عهد نور الدين زنكي والعهد الأيوبي وما تلاهم من عهود. لكن اندثر عددٌ من هذه المدارس، منها ما يتوضع في محيط قلعة حلب المتميز بتنوع نسيجه العمراني المتعدد الوظائف. فوفقاً لابن الشحنه هنالك مدرسةٌ تعود إلى القرن الثاني عشر ميلادي أسسها أسد الدين شيركوه تُدعى بالمدرسة الأسدية تجاه قلعة حلب اندثرت ولم يبق لها أثر، بالإضافة إلى المدرسة الغوثية.

تقع المدرسة الغوثية أو مدرسة سيدي غوث جنوب شرقي المدرسة السلطانية، ولا بدّ من أنها تكونت من عناصر المدارس الإسلامية الأساسية من مدخلٍ وفناءٍ يضم بحرة وإيوانٍ أو أكثر وأروقة ومسجدٍ وغرفٍ للمتعلمين وللقائمين على المدرسة وقد تضمّ مدفناً.

أكّد ذلك ما ورد في كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب بوجود فسحة سماوية تضم حديقةً وحوضاً كانت تجمعاً أدبياً لأهل العلم، يحدُّ الفسحة من الجهة الجنوبية حُجرةٌ تضم مزاراً وبقربه عامودُ حجرٍ حُفر عليه اسم علي، في شرقي الحجرة قبلية تضمّ محراباً من حجر النحيت.

المدرسة السلطانية مقابل قلعة حلب
تظهر المدرسة السلطانية في المنتصف

لكن في عام 1335 هــ الموافق 1917 م هُدمت المدرسة كلياً بغية تشييد دارٍ للحكومة عُرف بالسراي الجديد على الرغم من الأعمال الترميمية التي أُحدثت للمدرسة في القبلية والمزار.

ما بقي من دلائل على آثار هذه المدرسة بابٌ حجري تبرز فيه المسامير ونقشٌ فيه رسمٌ تصويري لطائر وحلقة دائرية مما يوحي بأنه يعود إلى فترة زمنية أقدم من تاريخ إنشاء المدرسة. بالإضافة إلى نقشٍ كتابي ضمن نجفة بابٍ خُطّ على النقش بأن المسجد جُدد في أيام الملك الظاهر وبأنه وقفٌ إلى الفقراء عند سيدي غوث ويُلعن من يتعرض لهذا الوقف.

النقش الكتابي في المدرسة الغوثية
النقش الكتابي
رسم توضيحي للباب
رسم توضيحي للباب

 

على الرغم من اندثار هذه المدرسة تدلنا المصادر التاريخية المُرفقة برسومات للباب ونقشه الكتابي في كتاب Herzfeld ما يساعدنا على التحقق من تأريخها بغية توثيقها.

 

المراجع

  • ابن الشحنه، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب.
  • الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب الجزء الأول.
  • نجوى عثمان، الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب.
  •  Ernst Herzfeld. Inscriptions et monuments d’ Alep v.1