رحى للمدن القديمة

/التكية في العمارة الإسلامية/ مقاصد الخير والثواب

أتى مصطلح التكية من الاتكاء، والتكايا من عمارة الخير أو العمارة الخدمية الإسلامية، وقد ارتبطت بإطعام وسقاية الناس والدواب وعابري السبيل، إلى جانب رعاية المتصوفة واليتامى، وإيواء الغرباء وكسوتهم.

تكية أصلان دادا في حلب
تكية أصلان دادا في حلب

معنى مصطلح التكية

يعني هذا المصطلح المكان الذي يسكن فيه الدروايش، وهي أشبه بالفندق، وتخص أصحاب الصوفية الذي ينزلون فيها مجاناً من أجل التعبد وممارسة الطقوس الصوفية.

وانتشرت التكايا في العهد العثماني.

وتترافق التكية مع مصطلح الخانقاه الذي انتشر في العهدين الأيوبي والمملوكي .

وقد أُوقف عليها الأوقاف وصُرفت لها المرتبات الشهرية، لذا سمي محل إقامة الدروايش والتنابلة بالتكية، لأن أهلها متكئون، أي معتمدون في أرزاقهم على مُرتباتهم في التكية، واستمر الأمراء والسلاطين في العهدين المملوكي والعثماني بالإنفاق على تلك المباني وسكانها.

اشتهرت البلاد الشامية بهذا النوع من المباني كونها جزء من أراضي السلطة العثمانية، كفلسطين وحلب ودمشق، وتعتبر التكية السليمانية بدمشق الأنموذج العمراني الرائع للتكايا.

التكية السليمانية في دمشق
التكيـة السليمانية في دمشق

عمارة التكايا

يختلف تصميمها المعماري عن عمارة الخانقاه، فبينما الإثنان يحتويان على صحن (فناء مكشوف) إلا أن الخانقاه عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أواوين متعامدة تُستخدم لعقد حلقات الدراسة، وهذه الأواوين تتعامد عل الصحن المربع، وفي أركان هذا المربع توجد خلوات الصوفية، أي الأماكن أو الحجرات السكنية الخاصة بهم.

أما التكية فهي عبارة عن صحن مكشوف يأخذ الشكل المربع، تحيط به من الجوانب الأربع مظلات وكل مظلة مكونة من رواق واحد، وخلف كل رواق توجد حجرات الصوفية السكنية، وغالباً ما تتكون التكايا من طابق واحد أرضي، إما في الخانقاوات فقد تتعدى لتصل لأربعة طوابق.

كما أنها لا تضم مئذنة أو منبر، فهي ليست جامعا أو مدرسة، وإنما نجد غالباً في الجهة القبلية حجرة صغيرة فيها محراب لإقامة الصلوات.

تتألف عادة من مطبخ ومكتبة ودورة مياه وحمام، وتكون أسقفها عبارة عن قباب متفاوتة الحجم، وقد جرت العادة على دفن الدراويش فيها بحوش ملحق بالمبنى.

التكية المولوية (الملاخانة) في حلب
التكيـة المولوية في حلب

ولاتزال حلب ودمشق تضمان العديد من التكايا لعلّ أهمها في حلب {تكية أبو بكر الوفائي وأصلان دادا والتكية المولوية وتكيـة النسيمي}.

وبالتالي فإن هذه التكايا ماهي إلا شواهد على التكافل الاجتماعي والقيمة التراثية لعمارتنا التاريخية.

 

إعداد: أ. أحمد الغريب

المرجع: مكتبة رحى للمدن القديمة