للجانب الفني في العصر الإسلامي حضورٌ واضح، فالأعمال الفنية إن كانت معمارية أو زخرفية أو خطية تتسلل إلى أعماق النفس وتخاطب الروح قبل العين، يُعرف فن التصوير الإسلامي بأنه الرسم بالألوان أو تمثيل شيء بواسطة الكتل والأحجام، ويختلف النهج في التصوير الإسلامي عن التصوير الكلاسيكي.
وكان لموقف الإسلام من التصوير أثرٌ كبير عبر العصور الإسلامية فالمصور التزم في الرسم بعض الأسس والقيم الجمالية منها البُعد عن التجسيم، وعدم تمثيل الطبيعة بشكلها الطبيعي وذلك عن طريق إهمال الظل والنور وقواعد المنظور أو البعد الثالث في رسوم صوره وعدم مراعاة النسب التشريحية في الرسوم الآدمية ورسم الحيوان، بالرغم من أن هذه الخصائص تُعد عيوباً بمقاييس القيم الجمالية في العصر الحديث إلا أنها جعلته يحتل ركناً أساسياً في تاريخ الفنون.
أتقن الفنانون المسلمون الزخارف النباتية، كما برعوا في الزخارف الهندسية حتى استنبطوا الطبق النجمي بأضلاعه المتعددة بصورةٍ لم تسبق فن من الفنون قبل الإسلام، وكان للزخرفة الخطية مكانها المرموق واشتق عدة صور من الخط الكوفي ومن خط النسخ، وكان للمصورين دورٌ كبيرٌ بعد الخطاط فيقومون بتوضيح نصوص المخطوطات بالصور.
مدارس فن التصوير الإسلامي
مرّ فن التصوير الإسلامي بمراحل متعددة، وتُقسم إلى أربع مدارس رئيسية وهي (المدرسة العربية، المدرسة الفارسية، المدرسة المغولية بالهند، المدرسة التركية العثمانية)، ولكل مدرسة طابعها الخاص وكان لها الدور الأساسي في نشأة وتطور الفن الإسلامي:
– مدرسة التصوير العربي الإسلامي
– مدرسة التصوير الفارسي الإسلامي
– مدرسة التصوير المغولي الإسلامي بالهند
– مدرسة التصوير التركي العثماني الإسلامي


التصوير الجداري الإسلامي
وكان للتصوير الجداري الإسلامي دور كبير فاستخدم نوعين في تنفيذها وهما:
النوع الأول التصوير الجصي بالألوان أو مصطلح الفريسكو أو الإفريسك
وهي على درجة كبيرة من الأهمية لفن التصوير الإسلامي في عصوره الأولى.
من أبرزها رسوم قصير عمرة في الأردن التي تمتاز بالتنوع في الموضوعات فهنالك مشهد سماء مزينة بالنجوم والكواكب ، وهي صورة رمزية للسماء وما فيها من أجرام وتعطي دلالة على(تفهم مباشر وعقلاني للظواهر الطبيعية)، وصورة ستة ملوك عليها كتابات عربية وإغريقية.
إن أصول الرسم في قصير عمرة تعطي دليلاً على تأثيرات كلاسيكية في البلاد ولكن الفنان العربي قام بعمليات التحوير والتبسيط التي بدت بصورة خاصة في رسم الهيئات البشرية، مما ينسجم مع مفهوم الفن العربي الذي استمرت ملامحه.




النوع الثاني الصور المنفذة بطريقة الفسيفساء
– صور فسيفسائية تزين منشآت دينية
قبة الصخرة في القدس: الفسيفساء كانت تغطى البناء كله من الداخل بما في ذلك منطقة رقبة القبة من الداخل والخارج، وإن جدران المثمن الخارجي بقبة الصخرة كانت مكسوّة عند إنشائها بالصور الفسيفسائية من الخارج واستبدلت فيما بعد بالخزف، واستخدمت في صور الفسيفساء زخارف نباتية، ومن أهم الألوان المستخدمة الأخضر والأزرق بدرجات مختلفة والأحمر والفضي والرمادي والبنفسجي والبني والأسود والأبيض إلى جانب استخدام اللون الذهبي للخلفية وأحياناً لإبراز بعض العناصر وإظهارها كرسوم الفاكهة، وإن العديد من هذه الزخارف النباتية رسمت بحيث تصبح أقرب إلى صورة طبيعية منها إلى وحدة زخرفية ومن هنا دخلت هذه الرسوم في باب التصوير، وهي من أقدم الصور الجدارية الفسيفسائية الباقية حتى الآن.


– صور فسيفسائية تزين منشآت مدنية:
- محمد العاني، سلسل. أصالة فن التصوير الإسلامي.
- ابراهيم، همسة عدنان، للإسلام فنا.
- فرغلى،أبو الحمد محمود. التصوير الإسلامي نشأته وموقف الإسلام منه وأصوله ومدارسه.
- بهنسي، عفيف.الشام لمحات آثارية وفنية، 1980.
- عكاشة، ثروت. موسوعة التصوير الإسلامي، ط1، 2001.
- محرز،جمال محمد،التصوير الإسلامي ومدارسه،1962م.
- ياغي، غزوان. التصوير الإسلامي،موسوعة الآثار في سورية، م4، 2018.