هو تلٌ من تلالٍ أثريةٍ في الجزيرة السورية. يقع تل حلف عند منابع نهر الخابور أحد روافد الفرات في شمال شرق سورية، وهو الاسم المعاصر للموقع الذي كان يُدعى باسم جوزانا Guzana في الألف الأول ق.م وفقاً للنصوص الآشورية.
كانت جوزانا مركزاً وعاصمةً لمملكة بيت بخياني الآرامية في الألف الأول ق.م، حيث كان لها أهمية لوقوعها على الطريق الذي يصل مدن مركز الإمبراطورية الآشورية مع شمال سورية والبحر الأبيض المتوسط، مروراً بشمال بلاد ما بين النهرين.


أهم المكتشفات الأثرية في جوزانا
القصر الغربي المبني وُفق مخططٍ معماري دُعي باسم بيت هيلاني، وهو نموذجٌ للقصور في شمال سورية التي تتألف من قاعتين ورواقٍ ذي أعمدة عند المدخل. جُدد بناء هذا القصر من قِبل الأمير كابارا بن خديانو الذي حكم بين القرنين العاشر والتاسع ق.م وفقاً للنقوش الكتابية.
تتكون واجهة مدخل القصر من ثلاثة تماثيلٍ قامت مقام الأعمدة في رفع السقف، تُمثل رجلين وامرأة بعيونٍ جاحظة تنتصب على أسدٍ وثورٍ ولبوة. يُعتقد بأنها تُمثّل آلهة المجتمع الحثي السوري (الإله تيشوب وقرينته خبات وشَرّما)، وتُزين النسخة الجصية من هذا المدخل واجهة متحف حلب الوطني.
إن حماية البوابات والمداخل بوساطة كائنات مجسمة تُعبّر عن القوة هو تقليدٌ متواترٌ قديم، فزُود المدخل بزوجين من تماثيل أبي الهول وطائر العنقاء والأسود المجنحة ووُضع كائنان مركبان من ملامح إنسان وعقرب.






تمّ الكشف عن تماثيل جنائزية بازلتية منها تمثال لامرأة جالسة تتدلى جديلتي شعرها المضفور على صدرها وتحمل بيدها اليمنى كأساً، بالإضافة إلى تمثالين لرجل وامرأة في حالة الجلوس.


كُشف أيضاً عن أنصاب حجرية تسمى بالأرثوستات Orthostast تُصوّر حيوانات ومشاهد صيد بالعربات ومشاهد ميثولوجية.


الآثار الأولى في تل حلف
يعود أقدم استيطان في التل إلى العصر الحجري النحاسي (حوالي الألف السادس والألف الخامس ق.م) ومن أهم مكتشفاته فخار ملون ومزخرف عُرف بفخار حضارة حلف بالإضافة إلى تماثيل طينية أنثوية ترمز إلى الخصب.




حصل انقطاع في الاستيطان إلى أن عاود في الألف الأول ق.م واستمر في العصر الهلنستي والعصر الإسلامي.
المراجع
- نادية خوليديس، لوتيس مارتين. ترجمة فاروق إسماعيل. تل حلف والمنقب الأثري فون أوبنهايم.
- واكيرا تسونيكي، يوسف كنجو. تاريخ سورية في مئة موقع أثري.